قصة الشهيد القسامي موسى غريز

الشهيد القسامي :موسى عبد الفتاح الغريز

يا معاذ حافظ علي الأرض أرضك عرضك



أبا معاذ بذرة من بذور شجرة كتائب القسام المعطاء وشمعة من شموع الياسين المضيئة التي احترقت لتنير الطريق للحيارى والتائيين أبا معاذ نجم منير أضاء فسابق نوره النجوم انه أبا معاذ الإخوان,القسام , الحماس المصباح في طريق العطاء وحمل السلاح في عصر قل فيه النصراء

الميلاد و النشأة

ولد شهيدنا المجاهد في الرابع من أغسطس 1968 ليتربى في أسرة فلسطينية معصورة الحال تعود جذورها إلي المغار المحتلة 1948 موسي الشرارة الأولي التي ظهرت مع بزوغ الإخوان المسلمين وابلي بلاءا حسنا في سبيل دعوته ،ولقد امتاز شهيدتا منذ طفولته بالشجاعة مع الهدوء وصابرا لا يقهر وامني لا يثرثر وتحبه إخوانه وشباب المسلم بمساجد رفح كيف لا ولرفيق دربه عائد البشيتي وخالد ابو عنزة ويوسف الملاحي الذين ترسم البسمة علي وجوهم الدائمة رحمهم الله جميعا ومما يذكر لموسي الذي يتيم الأم حيث لم يري أمه التي توفيت بعد عامين من ولادته لكن لم يحرم من حنان الأب الذي أحبه حبا عميقا وكان بارا بوالده رحيما بأهله

تعليمه ودراسته

تلقي شهيدنا الابتدائي عام 1974 في مدارس وكالة الغوث برفح ثم انتقل إلي المرحلة الإعدادية في مدرسة ذكور رفح الإعدادية (ا) ثم بئر السبع الثانوية مما يذكر لشهيدنا انه كان من المتفوقين ثم انتقل إلي مصر ليكمل مشواره التعليمي فالتحق بجامعة بيروت بمصر ولكنه لم يكمل الدراسة بسبب ظروف المعيشة الصعبة التي كانت تعاني منها عائلته ثم تزوج ابو معاذ من احدي قريباته فأنجبت له "5" أبناء وكانت له بنت معاقة حركياً فلم يبقى مكان حتى وذهب إليه ليعالجها ، وكان أكبر الأبناء " معاذ " ، كما وعمل أبو معاذ في الجمعية الإجتماعية وكان مثالاً لإخوانه وزملائه حيث كان يوزع مع إخوانه الطرود الغذائية على المحتاجين والفقراء ، كان مخلصاً في عمله لا رياء فيه .

صفاته وحياته الدعوية

لقد إمتاز شهيدنا منذ نعومة أظافره بالسمع والطاعة وحبه وتقديسه للشعائر الدينية التي كان يحافظ عليها ، كما وكان قلبه معلق بالمساجد ، هذا الزاهد الورع الصامت في عمله كان يفعل كل ما يكلف به دون أن يشعر به أحد ، ودون أن يتكلم لأحد عن ما يقوم به حتى لزوجته ، كان شهيدنا صاحب إرادة قوية لا تنافس ،فبدأ إلتزامه في مسجد " أبو بكر الصديق " بحي البرازيل ثم إنتقل إلى مسجد " خالد بن الوليد " بحي السلام بعد تعرض بيته للتدمير من قبل جرافات العدو في إحدى الإجتياحات على حي السلام ، ولكن لم ينقطع عن أداء عمله العسكري فأنتقل ليسكن في مخيم " الشابورة " ليتلزم في مسجد " الأبرار " وأستمر في الإلتزام حتى أستشهد .

في كتائب القسام

إلتحق شهيدنا القائد في كتائب الشهيد عز الدين القسام منذ الإنتفاضة الأولى عام 1987م ، حيث كان ذلك لصافته الفريدة وشجاعته وجرأته وصمته وأمنه الواضح ، فهذه أهم صفة كان شهيدنا يتمتع بها كما أن الجهاز العسكري كان يتطلب هذا العنصر ، وقد شارك شهيدنا في صد العديد من الإجتياحات المتكررة على حي السلام والبرازيل والمنطقة الشرقية برفح ، فكان صلباً مقداماً وفارساً لا يقهر ، فهو رفيق درب الأسدين " عائد البشيتي ويوسف الملاحي.

حياة شهيدنا الجهادية

لقد شارك شهيدنا في حفر عدة أنفاق نذكر منها الحفر لنفق " برج حردون " وأيضاً الحفر لتدمير " موقع ترميد " بوابة صلاح الدين ، وشارك شهيدنا في عملية قنص جنود على الشريط الحدودي ، وكان يراقب جيبات وآليات العدو على الشريط الحدودي لحي السلام ، وأيضاً صد العديد من الإجتياحات ، هذا المرابط ليلاُ وفي عمله نهاراً لا يعرف الكلل ولا الملل ، والمشاركة في حفر نفق " لمعبر رفح " المشتركة لكتائب القسام وأحدى فصائل المقاومة ، كما وعمل في جهاز الرصد القسامي ، وكان عيناً لإخوانه المجاهدين حيث كانوا يتردوون على منزله بإستمرار ، فكان بيته مأوى للمجاهدين .

كان أهم ما يميز أبو معاذ الجاهزية والإستعداد الجيد لأي طاريء في أي وقت ويتمتع بصفة القيادة .

زوايا منيرة من حياة القائد

في إحدى رباطاته قام أحد المواطنين بالتهجم على شهيدنا وقدم نحو أبو معاذ وأطلق عليه قذائف قذرة من الكلمات المسيئة له ، وقام أيضاً بقطع زرائر قميصه ، فقال له : سامحك الله وهداك ، هذه أخلاق من تربى على موائد النبي عليه الصلاة والسلام وإلتحق بجامعة الحماس

قبل إستشهاده

خرج أبو معاذ بعد صلاة العشاء في اليوم الرابع من شوال الذي نوى لصيام اليوم التالي وقبل خروجه كان أطفاله يفرزون صور العائلة فيأخذون صور أباهم ويضعوها في ألبوم خاص لوحده ، ويقول لهم أبو معاذ : ما لكم تلعبون بالصور ؟ حافظوا عليهم بكرة تلزمكم .

كما وأوصى إبنه معاذ بأن يحافظ على الأرض حتى لو هدمت الدار فتبقى الأرض فحافظ عليها ، وقبل إستشهاده بيوم عاد أبو معاذ من العمل إلى بيته وقال لزوجته : اليوم أخر يوم إلنا في هذه الدار التي كان يسكن بها بالأجار ، وبالفعل إنتقل إلى دار الخلود إن شاء الله .

يوم إستشهاده

خرج أبو معاذ متخفياً حيث أراد مقاومة الإحتلال الذي حاصر منطقة حي السلام والبرازيل بآلياته وجرافاته وذهب ليقوم بمهمة جهادية ، حيث تقدم ومعه إثنين من إخوانه المجاهدين ،فقام برصد إحدى الآليات ليطلق عليها قذيفة " rpg " ولكن كان هناك خلل في القذيفة فإنفجرت بأبى معاذ قبل إطلاقها فأصيب إصابة خطيرة وأثناء نقله إلى المستشفى تلفظ بآيات قرءانية ، وحسب شهود العيان أن أبو معاذ نطق الشهادتين وأستشهد في طريقه إلى المستشفى ليلحق بركب الشهداء وخاصة إخوانه عائد البشيتي ويوسف الملاحي .

رحم الله الشهداء جميعاً .. ورحمك يا أبو معاذ مع الصديقين والنبيين والشهداء

قدر يناجي بسمة الشهداء .. ويرقى بهم في غدوة ومساء

مسك العطور دمائهم .. وعبيرها نشر الأريج على مدى الأرجاء