أنا أسمي رقية محمود يوسف قدورة، من مواليد صفد 13/2/ 1924، أسكن الآن في
قطر، في منطقة نعيجة شرق، مدينتي صفد، ووالدي رحمة الله عليه هو محمود
يوسف قدورة، جدي ابن الحاج ابن محمد الحاج يوسف، كان يمتلك آلاف الدونمات
من الآراضي ، كان لديه أحد عشر ولداً وثلاث بنات، كنا نسكن في حصن كبير
للعائلة بين عدد كبير من البنات والصبيان أولاد الأعمام. كان يربطنا وما
يزال الحب والصداقة الأخوية، كنا نسمع لأي نصح من نساء وبنات أعمامنا،
ونتعاون في جميع المناسبات، فعلى سبيل المثال لو أن لأحد منا ضيف في
العائلة، يتسارع الجميع نقوم بالمساعدة والتعاون في ذلك اليوم لخدمة الشخص
الضيف، فيدخل هذا الضيف وكأنه في أحسن عزيمة.
كانت الصبايا تتعاون مع العروسة في أعمال المطرزات وهن مسرورات فرحات لأي
فرح، حتى كنا نحنالصبايا من نفس الجيل مثل جيل فهمية خالد وإنعام المفتي
لعمل أكلة باللحمة، ونأكل وعزم بعض الصديقات، وكان الأولاد يشتركون معنا
كذلك في مخيم تحت امام بيوتنا يغمرهم الحب والود.
دخلت أنا في سلك الكشافة وأنا في السابعة من عمري، وكانت تسمى فرقة
الغزلان الأولى في صفد 1931، ولي صورة تشهد على ذلك مع بعض رفيقات من عمري
ومن بنات صفد مسلمات ومسيحيات.
اشتركت في جمعية التضامن النسائي 1940 حيث قامت السيدة لولو أبو الهدى من القدس الشريف وأنشأت جمعيات في كل أنحاء فلسطين.
في سنة 1947 أشنأنا جمعية الفتاة التعاونية للإسعافات الأولية
ومساعدةالثوار في تأمين الضمادات، وكنت أول فتاة مع صديقتي شدية المفتي
نشترك ونشارك مع جمعية الأطباء والصيادلة، حيث كنا في صفد لا نختلط
بالرجال. فحضرنا الاجتماعات والغطاء على وجوهنا.
كنت أحب الدراسة وأحوذ دائماً على الدرجة الأولى والدرجة الثانية، ولي صورة عن شهاداتي .
كنت محبة للخير وما زلت، فأي عمل خيري كنت أسعى للمشاركة به كالرفق
بالحيوان، وتقديم مساعدة لبعض زميلات في دفع ثمن الكتب بدون أن يعرفوا.
لقد تعلمت كثيراً من أخطائي ولا أزال أذكرها حيث علمتني واستفدت منها، كنت
في أحد الأيام قد نقلت بطريق الخطأ كلام غلط لأحد بنات عمي وحصل بينهم
خلاف وكنت في عمر الخامسة، وهذه الغلطة علمتني وكانت درساً لي للآن أذكره
ولا أعيد كلام سمعته من أحد.
سأعود إليكم فيما بعد لأخبركم ما خبرته في صفد الحبيبة الوجع الأليم في قلبي الذي لا يندمل حتى نعود إلى ديارنا بلإذن الله.
رقية قدورة