ولد في مدينة
قولة الساحلية في شمال
اليونان عام
1769، وكان أبوه
إبراهيم آغارئيس الحرس المنوط بخفارة الطويف في البلدة وكان له سبعة عشر ولداً لم يعش
منهم سواه، وقد مات عنه أبوه وهو صغير السن، ثم لم تلبث أمه أن ماتت فصار
يتيم الأبوين وهو في الرابعة عشرة من عمره فكفله عمه
طوسون الذي مات أيضاً فكفله
الشوربجي صديق والده الذي أدرجه في سلك الجندية فأبدى شجاعة وبسالة وحسن نظير وتصرف، فقربه الحاكم وزوجه من
أمينة هانم وهي امرأة غنية وجميلة كانت بمثابة طالع السعد عليه، وأنجبت له
إبراهيم وطوسون وإسماعيل (
وهي أسماء أبوه وعمه وراعيه) وأنجبت له أيضاً بنتين. وحين قررت
الدولة العثمانية إرسال جيش إلى
مصر لانتزاعها من أيدي
الفرنسيين كان هو نائب رئيس الكتيبة
الألبانية والتي كان قوامها ثلاثمائة جندي، وكان رئيس الكتيبة هو ابن حاكم
قولة الذي لم يكد يصل إلى
مصرحتي قرر أن يعود إلى بلده فأصبح هو قائد الكتيبة. وقد كان يسمى في هذه
الفترة محمد علي أغا وقد كان محبا للبحيرة والتي استقر معظم أفراد أسرته
بها بعد توليه حكم مصروظل في
مصر يترقى في مواقعه العسكرية، وظل يواصل خططه للتخلص من خصومه إلى أن تخلص من
خورشيد باشا وأوقع
بالمماليك حتى خلا له كرسي الحكم بفضل الدعم الشعبي الذي قاده
عمر مكرم.
مسجد محمد علي بالقاهرة،
مصر الشهير ب(القلعة).
[عدل] ولايتهبعد أن اختاره
المصريون ليكون والياً على
مصر في
17 مايو 1805 قضى على
المماليك في
مذبحة القلعة الشهيرة وكانوا يكونون مراكز قوى ومصدر قلاقل سياسية مما جعل البلد في فوضي. كما قضى على
الإنجليز في
معركة رشيد وأصبحت
مصر تتسم بالاستقرار السياسي لأول مرة تحت ظلال
الخلافة العثمانية. وقد بدأ بتكوين أول جيش نظامي في
مصر الحديثة، وكان بداية
للعسكرية المصرية أول مدرسة حربية في
أسوان في جنوب
مصر بعيداً عن أنظار الدول على كولونين
سليمان باشا الفرنساوي في العصر الحديث. ومما ساعده في تكوين هذا الجيش أن أشرف عليه الخبراء
الفرنسيون بعد ما حل الجيش
الفرنسي في أعقاب هزيمة
نابليون في
واترلو بروسيا.
وقد حارب
الحجازيين والنجديين وضم
الحجاز ونجد لحكمه سنة
1818. واتجه لمحاربة
السودانيين عام
1820 والقضاء على فلول
المماليك في
النوبة. كما ساعد السلطان
العثماني في القضاء على الثورة في
اليونان فيما يعرف
بحرب المورة، إلا أن وقوف الدول
الأوروبية إلى جانب الثوار في
اليونان أدى إلى تحطم الأسطول
المصري فعقد اتفاقية لوقف القتال مما أغضب السلطان
العثماني، وكان قد انصاع لأمر السلطان
العثماني ودخل هذه الحرب أملا في أن يعطيه السلطان
العثماني بلاد الشام مكافأة له إلا أن السلطان
العثماني خيب آماله بإعطائه جزيرة
كريت والتي رآها تعويضاً ضئيلاً بالنسبة لخسارته في
حرب المورة، ذلك بالإضافة إلى بعد الجزيرة عن مركز حكمه في
مصر وميل أهلها الدائم للثورة، وقد عرض على السلطان
العثماني إعطاءه حكم
الشام مقابل دفعه لمبلغ من المال إلا أن السلطان رفض لمعرفته بطموحاته وخطورته على حكمه. وإستغل ظاهرة فرار الفلاحين
المصريين إلى
الشام هرباً من الضرائب و طلب من والي
عكا إعادة الهاربين إليه و حين رفض والي
عكا إعادتهم بأعتبارهم رعايا
للدولة العثمانية ومن حقهم الذهاب إلى أي مكان استغل ذلك وقام بمهاجمة
عكا وتمكن من فتحها وإستولى علي
الشام وانتصر علي
العثمانيين عام
1833 وكاد أن يستولي على
الآستانة العاصمة إلا أن
روسيا وبريطانيا وفرنسا حموا السلطان
العثماني فانسحب عنوة ولم يبقى معه سوى
سوريا وجزيرة كريت. وفي سنة
1839 حارب السلطان لكنهم أجبروه علي التراجع في
مؤتمر لندن عام
1840 بعد تحطيم إسطوله في
نفارين. وفرضوا عليه تحديد أعداد الجيش والإقتصار على حكم
مصر لتكون حكماً ذاتياً يتولاه من بعده أكبر أولاده سنا.
مقابلة الرسام ديفيد روبرت مع محمد علي في قصر الأسكندرية عام 1839
[عدل] سياساتهتمكن من أن يبني من
مصر دولة عصرية على النسق
الأوروبي، واستعان في مشروعاته
الإقتصادية والعلمية بخبراء
أوروبيين ومنهم بصفة خاصة
السان سيمونيون الفرنسيون الذين أمضوا في
مصر بضع سنوات في الثلاثينات من
القرن التاسع عشروكانوا يدعون إلى إقامة مجتمع نموذجي على أساس الصناعة المعتمدة على العلم
الحديث. وكانت أهم دعائم دولة محمد علي العصرية سياسته التعليمية
والتثقيفية الحديثة. فقد آمن بأنه لن يستطيع أن ينشئ قوة عسكرية على
الطراز
الأوروبي المتقدم ويزودها بكل التقنيات العصرية وأن يقيم إدارة فعالة
واقتصاد مزدهر يدعمها ويحميها إلا بإيجاد تعليم عصري يحل محل التعليم التقليدي. وهذا التعليم العصري يجب أن يقتبس من
أوروبا، وبالفعل فإنه قام منذ
1809 بإرسال بعثات تعليمية إلى عدة مدن
إيطالية مثل
ليفورنو،
ميلانو،
فلورنسا،
وروما وذلك لدراسة العلوم العسكرية وطرق بناء السفن والطباعة. وأتبعها ببعثات
لفرنسا وكان أشهرها بعثة
1826 التي تميز فيها إمامها المفكر والأديب
رفاعة رافع الطهطاوي الذي كان له دوره الكبير في مسيرة الحياة الفكرية والتعليمية في
مصر.
وكانت
أسرة محمد علي باشا بانفتاحها وتنورها سبب هام لازدهار
مصر وريادتها
للعالم العربي منذ ذلك الوقت وقد أنهت تحكم
المماليك الشراكسة لمصر واقتصادها.
[عدل] إنجازاتهتعتبر إنجازاته تفوق كل إنجازات
الرومان والروم البيزنطيين والمماليك والعثمانيين وذلك لأنه كان طموحا
بمصر ومحدثا لها ومحققا لوحدتها الكيانية وجاعلاً
المصريين بشتى طوائفهم مشاركين في تحديثها والنهوض بها معتمداً علي الخبراء
الفرنسيين. كما أنه كان واقعياً عندما أرسل البعثات
لفرنسا وإستعان بها وبخبراتها التي اكتسبتها من
حروب نابليون. وهو لم يغلق أبواب
مصر بل فتحها علي مصراعيها لكل وافد. وإنفتح على العالم ليجلب خبراته لتطوير
مصر.
ولأول مرة أصبح التعليم منهجيا. فأنشأ المدارس التقنية ليلتحق خريجوها
بالجيش. وأوجد زراعات جديدة كالقطن وبني المصانع واعتنى بالري وشيد
القناطر الخيرية على
النيل عند فمي فرعي
دمياط ورشيد.
[عدل] التعليماهتم "محمد على" بالتعليم بدرجة لم يسبقه إليها أحد ممن حكموا مصر وذلك
لإدراكه أن شعوب اوروبا لم تنهض إلا بنهضة التعليم فحرص على إنشاء التعليم
النظامى الواضح المعالم لأول مرة فى مصر, و أنشأ العديد من
الكليات أو ما كانت تطلق عليها آنذاك
المدارس لتعليم كافة أبناء الشعب المصري ,ومنها المدارس الحربية مثل
مدرسة السواري أو
الفرسانبالجيزة مدرسة المدفعية بطره مجمع مدارس الخانكة ، مدارس الموسيقي
العسكرية وغيرها من المدارس ، أيضا كان هناك العديد من المدارس الأخرى مثل
"مدرسة الولادة" واستجلب لها القابلات اللاتى كن يعملن بتلك المهنة آنذاك
ليتم تدريبهن على أسس علمية صحيحة و إعطائهن شهادات معتمدة فى نهاية
الدراسة، ومدرسة الطب أو مدرسة
القصر العيني ومدرسة
الطب البيطري ومدرسة
الزراعة ,
مدرسة الطوبجية بشبرا، التي تحولت بعد ذلك إلى
مدرسة المهندسخانة والآن
كلية الهندسةوكان الغرض من إنشائها عسكريا بالأساس ,هذا لتزويد الجيش المصري بالبنائين
المحترفين اللازمين لانشاء الحصون وتطوير العمارة وما إلى ذلك,
مدرسة الألسن و كان موقعها هو مكان فندق شبرد القديم على بركة الأزبكية الذى كان بالأساس منزل
محمد بك الألفى ,وهو نفس البيت الذى سكنه
نابليون بونابرت فى أثناء
الحملة الفرنسية.
ملحوظة
محمد بك الألفى هو أحد أمراء
المماليكوهوالذى صارع "محمد علي"على الحكم فى حروب عدة وكاد أن ينتصر و تعاون مع
الإنجليز لتسهيل التخلص من محمد على ,ولكنه توفى إثر مرض مفاجئ ألم به.
و قد أنشأ محمد على
مدرسة الألسن نظرا لإنه لاحظ أن أبناء
الأرمن و
الأقباط و
اليهود و
الشواميستطيعون الترقى فى أعلى المناصب أو إنعاش تجارتهم و ازدهارها لقدراتهم
اللغوية الجيدة , وإلمامهم بالكثير من اللغات مما يجعلهم يحسنون التعامل
مع الجالية الأجنبية فى مصر والتقرب منهم سواء بغرض التجارة أو التعليم.
وعندما استطاع القضاء على
المماليك ربط
القاهرة بالأقاليم ووضع سياسة تصنيعية وزراعية موسعة. وضبط المعاملات المالية والتجارية والإدارية
والزراعية لأول مرة في
تاريخ مصر.
وكان جهاز الإدارة أيام محمد علي يهتم أولا بالسخرة وتحصيل الأموال
الأميرية وتعقب المتهربين من الضرائب وإلحاق العقاب الرادع بهم. وكانت
الأعمال المالية يتولاها
الأرمن والصيارفة كانوا من
الأقباط والكتبة من
التركهخسي وذلك لأن الرسائل كانت
بالتركية.
وكان حكام الأقاليم وأعوانهم يحتكرون حق التزام الأطيان الزراعية وحقوق
إمتيازات وسائل النقل فكانوا يمتلكون مراكب النقل الجماعي في
النيل والترع يما فيها المعديات، وكان حكام الأقاليم يعيشون في قصور ولديهم خدم عبيد وكانوا يتلقون الرشاوي لتعيين المشايخ في البنادر
والقري، وكان العبيد الرقيق في قصورهم يعاملون برأفة ورقة، وكانوا يحررونهم من
الرق.
ومنهم من أمتلك الأبعاديات وتولى مناصب عليا بالدولة. وكان يطلق عليهم
الأغوات المعاتيق. وكانوا بلا عائلات ينتسبون إليها فكانوا يسمون
محمد أغا أو
عبد الله أغا وأصبحوا يشكلون مجتمع الصفوة
الأرستقراطية ويشاركون فيه
الأتراك، وفي قصورهم وبيوتهم كانوا يقتنون العبيد والأسلحة ومنهم من كانوا حكاماً للأقاليم. وكانوا مع الأعيان
المصريينيتقاسمون معهم المنافع المتبادلة ومعظمهم كانوا عاطلين بلا عمل وكثيرون
منهم كانوا يتقاضون معاشات من الدولة أو يحصلون على أموال من أطيان
الالتزام وكانوا يعيشون عيشة مرفهة وسط أغلبية محدودة أو معدومة الدخل.
وكان محمد علي ينظر ل
مصر على أنها من أملاكة، فلقد أصدر مرسوما لأحد حكام الأقليم جاء فيه "
البلاد
الحاصل فيها تأخير في دفع ماعليها من البقايا أو الأموال يضبط مشايخها
ويرسلون للومان (السجن) والتنبيه على النظار بذلك، وليكن معلوماً لكم ولهم
أن مالي لايضيع منه شيء بل آخذه من عيونهم".
وكان التجار الأجانب ولاسيما
اليونانيين و
الشوام و
اليهود يحتكرون المحاصيل ويمارسون
التجارة ب
مصر،
ويشاركون الفلاحين في مواشيهم. وكان مشايخ الناحية يعاونونهم على عقد مثل
هذه الصفقات وضمان الفلاحين. وكانت عقود المشاركة بين التجار والفلاحين
توثق في المحاكم الشرعية. وكان الصيارفة في كل ناحية يعملون لحساب هؤلاء
التجار لتأمين حقوقهم لدي الفلاحين، ولهذا كان التجار يضمنون الصيارفة عند
تعيينهم لدى السلطات. ولا سيما في المناطق التي كانوا يتعاملون فيها مع
الفلاحين، وكان التجار يقرضون الفلاحين الأموال قبل جني المحاصيل مقابل
إحتكارهم لشراء محاصيلهم. وكان الفلاحون يسددون ديونهم من هذه المحاصيل.
وكان التجار ليس لهم حق ممارسة
التجارةإلا بإذن من الحكومة للحصول على حق هذا الامتياز لمدة عام، يسدد عنه
الأموال التي تقدرها السلطات وتدفع مقدماً. لهذا كانت الدولة تحتكر
التجارة بشرائها المحاصيل من الفلاجين أو بإعطاء الإمتيازات للتجار. وكان
مشايخ أي ناحبة متعهدين بتوريد الغلال والحبوب ك
السمن و
الزيوت و
العسل و
الزبد لشون الحكومة لتصديرها أو إمداد
القاهرة و
الإسكندرية بها أو توريدها
للجيش المصري، ولهذا كان الفلاحون سجناء قراهم لايغادرونها أو يسافرون إلا بإذن كتابي من الحكومة. وكان الفلاحون يهربون من السخرة في مشروعات
محمد عليأو من الضرائب المجحفة أو من الجهادية، وكان من بين الفارين المشايخ
بالقري لأنهم كانوا غير قادرين على تسديد مديونية الحكومة. ورغم وعود
محمد علي إلا أن الآلاف فروا للقري المجاورة أو لاذوا لدى العربان البدو وكا ن الشهير منهم
الجبالي بك أحفاد
عبد الرحمن الجبالي سيد روحة زعيم
قبائل الحرابي بمصر والقادمة من وادي برقة أو بالمدن الكبرى، وهذا ماجعل
محمد علي يصدر مرسوماً جاء فيه "
بأن علي المتسحبين (الفارين أو المتسربين) العودة لقراهم في شهر رمضان 1251 هـ - 1835 وإلا أعدموا بعدها بالصلب كل علي باب داره أو دواره".
اما البدو فاستعان بهم في مطاردة آخر الشراكسة الفارين الي مدينة دنقلة
بالسودان وضم السودان لمصر واستمر ولاء رجال البادية القادمين من برقة
للاسرة محمد علي وفي سنة
1845أصدر ديوان المالية لائحة الأنفار المتسحبين. هددت فيها مشايخ البلاد
بالقري لتهاونهم وأمرت جهات الضبطية بضبطهم ومن يتقاعس عن ضبطهم سيعاقب
عقابا جسيما.
[عدل] الصناعةوكما اهتم" محمد على باشا" بالتعليم بمصر بمختلف أنواعه اهتم أيضا
بالصناعة التي تطورت تطورا كبيرا فى عهده والتي أصبحت ثاني عماد للدولة
بعد التعليم بكافة أشكالها وبخاصة الحربية لمواكبة الأنظمة التي كانت
موجودة بأوربا وحتي لا تعتمد مصر على جلب كافة احتياجاتها من الخارج الأمر
الذى سيجعلها تحت رحمة الدول الكبرى من ناحية واستنزاف موارد الدولة من
ناحية أخرى إلى جانب أن معظم الخامات المستخدمة فى الصناعة كانت موجودة
فعلا بمصر فضلا عن توفر الثروة البشرية, وتبني "محمد علي"السياسة
التصنيعية لكثير من الصناعات، منها:
الصناعات التجهيزية:
وتمثلت فى صناعة آلات حلج وكبس القطن وفى مضارب الأرز ومصانع تجهيزه ،
وتجهيز النيلة للصباغة ، ومعاصر الزيوت ومصانع لتصنيع المواد الكيماوية
كما قام محمد على باستبدال الطرق البدائية فى الصناعة وإدخال بدلا منه
الآلات سواء الميكانيكية أو التى تدار بالبخار والمكابس.
الصناعات التحويلية: وهى الصناعات المتعلقة بالغزل والنسيج بكافة أنواعه, فقد أقام مصانع لل
نسيج,وكان أول مصنع حكومي بمصر هو مصنع "الخرنفش" للنسيج وكان ذلك فى سنة" 1231 هـ / 1816 م",وأيضا
مصنع الجوخالذى جلب له خبراء من بريطانيا للتأسيس و إدارة تلك الصناعة فى مصر
بالإضافة إلى تعليم العاملين فى هذا المصنع أسرار الصنعة لتقوم عليهم بعد
ذلك تلك الصناعة، وكان الغرض من إنشاء مصنع الجوخ هو توفير الكسوة
العسكرية للجيش المصري.
ثم بدأت تتوالي المصانع سواء الحربية أو غيرها الأمر الذى أدى بمحمد
على إلى اتباع سياسة خاصة للنهوض بهذه المصانع بدأها أولا باستخدام
الخبراء والصناع المهرة من الدول الأوربية لتخريج كوادر مصرية من رؤساء
وعمال وصناع وفنيين وإحلالهم محل الأجانب بالتدريج . ومصانع
الحصير. وكانت هذه الصناعة منتشرة في القرى إلا أن
محمد عليإحتكرها وقضي على هذه الصناعات الصغيرة ضمن سياسة الاحتكار وقتها، وأصبح
العمال يعملون في مصانع الباشا. لكن الحكومة كانت تشتري غزل
الكتان من الأهالي، وكانت هذه المصانع الجديدة يتولى إدارتها
يهود و
أقباط و
أرمن. ثم لجأ محمد علي لإعطاء حق امتياز إدارة هذه المصانع
للشوام،
لكن كانت المنسوجات تباع في وكالاته ( كالقطاع العام حاليا ). وكان
الفلاحون يعملون عنوة وبالسخرة في هذه المصانع، فكانوا يفرون وبقبض عليهم
الشرطةويعيدونهم للمصانع ثانية. وكانوا يحجزونهم في سجون داخل المصانع حتي
لايفروا. وكانت أجورهم متدنية للغاية وتخصم منها الضرائب، كما كانت تجند
الفتيات ليعملن في هذه المصانع وكن يهربن أيضا.
الترسانة البحرية: أو
مصنع السفن الموجود إلى الآن على النيل
بإنبابة,و
جلب له خبراء من أوروبا لتعليم المصريين تلك الحرفة و لأول مرة بمصر توجد
ترسانة سفن عملاقة بالشكل الحديث المتعارف عليه، وكان لتلك الترسانة الفضل
فى إنشاء جميع سفن
الأسطول المصرى الذى غزا به محمد علي أوروبا بعد ذلك.
[عدل] الأسبلة الخيريةلـ"محمد على باشا" سبيلان فقط بالقاهرة كلها، هما
سبيل محمد على "بالنحاسين" بالمقابل لـ
جامع السلطان الناصر محمد بن قلاوون ,الذى كان
مدرسة النحاسين الابتدائية,والذى هو
متحف الفلاح المصرى الآن,أما السبيل الثانى
سبيل محمد على بشارع
المعز لدين الله من جهة
باب زويلة,والذى يتميز بروعة النقوش وتفردها.
وكانت السياسة العامة لحكومة محمد علي تطبيق سياسة الاحتكار وكان على
الفلاحين تقديم محاصيلهم ومصنوعاتهم بالكامل لشون الحكومة بكل ناحية
وبالأسعار التي تحددها الحكومة. وكل شونه كان لها ناظر وصراف و قباني ليزن
القطن وكيال ليكيل القمح، وكانت تنقل هذه المحاصيل لمينائي
الإسكندرية و
بولاق ب
القاهرة. وكانت الجمال تحملها من الشون للموردات ب
النيل لتحملها المراكب ل
بولاق حيث كانت تنقل لمخازن الجهادية أو لل
إسكندرية لتصديرها للخارج، وكان يترك جزء منها للتجار والمتسببين (البائعين ) بقدر حاجاتهم. وكانت نظارة الجهادية تحدد حصتها من
العدس و
الفريك و
الوقود و
السمن و
الزيوت لزوم العساكر في
مصر و
الشام و
أفريقيا وكانت توضع بالمخازن ب
القلعة، وكان مخزنجية الشون الجهادية يرسلون
الزيت و
السمن في
بلاليص و
القمح في
أجولة.
وكان ضمن سياسته لاحتكار الزراعة تحديد نوع
زراعةالمحاصيل والأقاليم التي تزرعها. وكان قد جلب زراعة القطن والسمسم. كما
كان يحدد أسعار شراء المحاصيل التي كان ملتزما بها الفلاحون. وكان التجار
ملتزمين أيضا بأسعار بيعها. ومن كان يخالف التسعيرة يسجن مؤبد أو يعدم.
وكان قد أرسل لحكام الأقاليم أمراً جاء فيه "
من الآن فصاعدا من تجاسر علي زيادة الأسعارعليكم حالا تربطوه وترسلوه لنا لأجل مجازاته بالإعدام لعدم تعطيل أسباب عباد الله". وكانت الدولة تختم
الأقمشة حتي لايقوم آخرون بنسجها سراً. وكان البصاصون يجوبون الأسواق للتفتيش وضبط المخالفين. وكان
محمد علي يتلاعب في الغلال وكان يصدرها ل
أوروبا لتحقيق دخلاً أعلى. وكان يخفض كمياتها في
مصر و
الآستانة رغم الحظر الذي فرضه عليه السلطان بعدم خروج الغلال خارج الإمبراطورية.