منتدى همسة ابداع
منتدى همسة ابداع
منتدى همسة ابداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى همسة ابداع

روعة الابداع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ياهلا ومرحب شباب وصبايا منورين كل المنتدى وبفضل جهودكم نحن في هذه المرتبة من العلوو

 

 : إسماعيل عليه السلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الحضري
انـتا يـانـشـيــط
انـتا يـانـشـيــط
الحضري


ذكر عدد المساهمات : 237
نقاط : 826
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 02/12/2009
الموقع : https://ahlaasdqa-abomosa.yoo7.com
العمل/الترفيه : حارس مرمى
المزاج طبيعي

: إسماعيل عليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: : إسماعيل عليه السلام   : إسماعيل عليه السلام Emptyالجمعة يناير 22, 2010 5:35 am

ثانيا : إسماعيل عليه السلام

قال : وقريبا من هذه الحكاية ذكر الكليني في الكافي عن إسماعيل بن إبراهيم (ع) أنه نظرإلى امرأة من حمير أعجبه جمالها فسأل الله عز وجل أن يزوجها إياه ، وكان لها بعل فقضى الله على بعلها الموت ، وأقامت بمكة حزنا على بعلها فأسلى الله ذلك عنها وزوجها إسماعيل ...

- ج 2 ص 206 -

وأما هذه القصة المتعلقة بنبي الله إسماعيل (ع) والتي نقلها الكاتب من( الكافي ) فسندها ضعيف إذ قال العلامة المجلسي في مرآة العقول أن الحديث مجهول (1) وذلك لمجهولية كلثوم بن عبد الرحمن الحراني ، وكذلك علي بن منصور قال عنه النجاشي : متكلم من أصحاب هشام له كتب لم يرد فيه توثيق .

ومع ذلك علق العلامة المجلسي على الخبر وطلب إسماعيل (ع) من الله عز وجل أن يزوجها إياه بقوله : "لم يكـن يعلم وقت السـؤال أن لها بعلا " (2) .
واعتقد إن قول العلامة المجلسي معقول وأهون من قول العلماء الذي نقله القرطبي في ( الجامع لأحكام القرآن ) في قصة أوريا الآتية : " وقال أبو جعفر النحاس : فأما قول العلماء الذين لا يدفع قولهم منهم عبدالله بن مسعود وابن عباس فإنهم قالوا : ما زاد داود صلى الله على نبينا وعليه على أن قال للرجل : أنزل لي عن امرأتك ... " (3) .

ثالثا : داود عليه السلام

قال : عن الصادق (ع) قال : وكان داود (ع) قد بعث أوريا في بعث فصعد داود الحائط ليأخذ الطير، وإذا امرأة أوريا تغتسل ... فنظر إليها داود وافتتن بها فكتب داود إلى قائد جيشه ضع التابوت بينك وبين عدوك وقدم أوريا ... ، فقدمه وقتل ، ثم تزوج داود زوجة أوريا ... .

ذكر هذه القصة باعتبار أنها من قبيل الإساءة التي ذكرت في قصة زينب .


(1) مرآة العقول ج17ص34 .
(2) المصدر السابق ج17ص 35 .
(3) الجامع لأحكام القرآن ، المجلد الثامن ج15 ص 158 .


- ج 2 ص 207 -

- قصة النبي داود (ع) مع زوجة أوريا
والقصة أصلها التوراة الفعلية المحرفة في الاصحاح الحادي عشر من سفر صموئيل الثاني : ( وأما داود فأقام في أورشليم وكان في وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح امرأة تستحم ، وكانت المرأة جميلة المنظر فأرسل داود وسأل عن المرأة فقال واحد : أليست هذه بتشبع بنت اليعام امرأة أوريا الحثي ، فأرسل داود وأخذها فدخلت إليه فاضطجع معها وهي مطهرة من طمثها ، ثم رجعت إلى بيتها ، وحبلت المرأة فأرسلت وأخبرت داود ، وقالت : إني حبلى ... وكتب في المكتوب يقول : اجعلوا أوريا في وجه الحرب الشديدة ... ) (1) .

1- القصة في مصادر السنة
نقل الطبري في تفسيره في تفسير الآية 24 من سورة ص عن السدي في قوله ( وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ ) قال : " كان دواد قد قسم الدهر ثلاثة أيام … وكان له تسع وتسعون امرأة ... جاءه الشيطان قد تمثل في صورة حمامة من ذهب حتى وقع عند رجليه وهو قائم يصلي ، فمد يده ليأخذه فتنحى ، فتبعه ، فتباعد حتى وقع في كوة ، فذهب ليأخذه فطار من الكوة ، فنظر أين يقع فيبعث في أثره ، قال فأبصر امرأة تغتسل على سطح لها ، فرأى امرأة من أجمل الناس خلقا فأتت منها التفاتة فأبصرته فألقت شعرها فاستترت به ، قال : فزاده ذلك رغبة فيها ، قال : فسأل عنها فأخبر أن لها زوجا وأن زوجها غائب بمسلحة كذا وكذا ، قال : فبعث إلى صاحب المسلحة أن يبعث أهريا إلى عدو كذا وكذا… فبعثه فقتل في المرة الثالثة ،


(1) الكتاب المقدس العهد القديم ص 420 .



- ج 2 ص 208 -

قال : وتزوج امرأته " (1) ، ورواه قبل هذا الخبر عن ابن عباس وبعده عن الحسن ووهب بن منبه وأنس بن مالك .
وروى الخبر ابن أبي حاتم في تفسيره عن ابن عباس وفيه : " ... فأشرف عليه لينظر أين وقع فإذا هو بامرأة عند بركتها تغتسل من الحيض ، فلما رأت ظله حركت رأسها فغطت جسدها أجمع بشعرها وكان زوجها غازيا في سبيل الله ... فقدمه في حملة التابوت فقتل فلما انقضت عدتها خطبها داود (ع)... " (2) ، ورواها عن أنس كذلك .
ورواه عبدالرزاق الصنعاني في تفسيره عن الحسن (3) .


ذكر تلك الأخبار السيوطي في ( الدر المنثور ) بطرق عدة قال : " أخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن أبي حاتم عن ابن عباس ...
وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس ...
وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وابن المنذر عن مجاهد ...
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس ...
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن ...
وأخرج أحمد في الزهد عن أبي عمران الجوني
وأخرج ابن جرير والحاكم عن السدي ... وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب القرظي (رض) نحوه " (4) .


(1) تفسير الطبري المجلد 12 ج23 ص175 .
(2) تفسير ابن أبي حاتم ج10 ص 3238 .
(3) تفسير عبدالرزاق ج3 ص 113 .
(4) الدر المنثور ج7 ص 155 وما بعدها .


- ج 2 ص 209 -

ويصرح ابن الجوزي بأن السدي تبنى هذا الرأي قال : " واختلف العلماء في السبب الذي امتحن لأجله داود ... أحدها ... فرأى امرأة تغتسل ، رواه العوفي عن ابن عباس وبه قال السدي " (1) .

وهناك من علماء العامة من نقل الخبر في ما كتبه بعنوان الصحيح ، منهم الحاكم في ( المستدرك على الصحيحين ) (2) .

وروى خبراً آخر عن ابن عباس وفيه : ما أصاب داود ما أصابه بعد القدر إلا من عجب عجب به ... ، فكره الله ذلك ، فقال : يا داود ... لأكلنك إلى نفسك يوما ، قال : يارب فأخبرني به ، فأصابته الفتنة ذلك اليوم " ، قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، وقال الذهبي في التلخيص : صحيح (3) .

وعبارة الماوردي في تفسيره تشعر بقبوله الخبر حينما قال عن تفسير قوله تعالى ( إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ ) : " وسبب ذلك ما حكاه ابن عيسى إن داود حدث نفسه ... " (4) .

وأغلب علماء السنة رفضوا هذا الخبر ، ولكنهم قبلوا بأنه طلب زوجة الرجل ، فهذا القرطبي في ( الجامع لأحكام القرآن ) يقول : " وقال أبو جعفر النحاس : فأما قول العلماء الذين لا يدفع قولهم منهم عبدالله بن مسعود وابن عباس فإنهم قالوا : ما زاد داود صلى الله على نبينا وعليه على أن قال للرجل : أنزل لي عن امرأتك ... " (5) .


(1) زاد المسير ج7 ص14 .
(2) المستدرك ج2 ص 641 .
(3) المصدر السابق ج2 ص470 .
(4) النكت والعيون ج5 ص 85 .
(5) الجامع لأحكام القرآن ، المجلد الثامن ج15 ص 158 .


- ج 2 ص 210 -

ويصرح ابن العربي بذلك حينما قال في ( أحكام القرآن ) تعليقا على القصة : " وإنما كان من الأمر أن داود قال لبعض أصحابه : أنزل لي عن أهلك وعزم عليه في ذلك " (1) .

وهكذا قال القاضي عياض في ( الشفا ) : " وأما قصة داود (ع) فلا يجب أن يلتفت إلى ما سطره فيها الإخباريون عن أهل الكتاب ... ولا ورد في حديث صحيح ...وقال ابن عباس وابن مسعود : ما زاد داود على أن قال للرجل : أنزل لي عن امرأتك وأكفلينها ، فعاتبه الله على ذلك ونبهه عليه ، وأنكر عليه شغله بالدنيا ، وهذا الذي ينبغي أن يعول عليه من أمره (ع)" (2) .

وقال الشوكاني في ( فتح القدير ) : " أقول الظاهر من الخصومة التي وقعت بين الملكين تعريضا لداود (ع) أنه طلب من زوج المرأة الواحدة أن ينزل له عنها ويضمها إلى نساءه …فاستغفر وتاب " (3) .

وأما ابن الجوزي فيرد الخبر بقوله : " وهذا لا يصح من طريق النقل ولا يجوز من حيث المعنى لأن الأنبياء منزهون عنه " (4) .

وقال ابن كثير في تفسيره : " قد ذكر المفسرون ههنا قصة أكثرها مأخوذ من الإسرائيليات ولم يثبت فيها عن المعصوم حديث يجب اتباعه ولكن روى ابن أبي حاتم هنا حديثا لا يصح سنده ، لأنه من رواية يزيد الرقاشي عن أنس (رض) ، ويزيد وإن كان من الصالحين ، لكنه ضعيف الحديث عند الأئمة ، فالأولى أن يقتصر على مجرد تلاوة هذه القصة وأن يرد علمها إلى الله عز وجل " (5) .


(1) أحكام القرآن ج4 ص54 .
(2) الشفا بتعريف حقوق المصطفى ص694
(3) فتح القدير ج4 ص490
(4) زاد المسير ج7 ص15 .
(5) تفسير ابن كثير ج4 ص34 .


- ج 2 ص 211 -

2- القصة في مصادر الشيعة
وأما القصة في مصادر الشيعة فقد ورد الخبر في تفسير القمي ، قال : حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن هشام عن الصادق (ع) 229 عن هشام بن سالم عن الصادق (ع) : قال : " ... وكان داود (ع) يفرغ نفسه لعبادته يوما ويقعد في محرابه يوما ، ويقعد لبني إسرائيل فيحكم بينهم ، فلما كان اليوم الذي وعده الله عز وجل اشتدت عبادته وخلا في محرابه وحجب الناس عن نفسه وهو في محرابه يصلي ، فإذا طائر قد وقع بين يديه جناحاه من زبرجد أخضر ... فقام ليأخذه فطار الطائر فوقع على حائط بين داود وبين أوريا بين حنان ، وكان داود قد بعث أوريا في بعث فصعد داود (ع) الحائط ليأخذ الطير ، وإذا امرأة أوريا جالسة تغتسل فلما رأت ظل دواد نشرت شعرها وغطت به بدنها ، فنظر إليها داود فافتتن بها ورجع إلى محرابه .
فكتب داود إلى صاحبه الذي بعثه أن ضع التابوت بينك وبين عدوك وقدم أوريا بن حنان بين يدي التابوت فقدمه فقتل ... .

وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله ( وَظَنَّ دَاوُودُ ) أي علم ( وأناب ) أي تاب ، وذكر إن داود كتب إلى صاحبه أن لا تقدم أوريا بين يدي التابوت ورده ، فقدم أوريا إلى أهله ومكث ثمانية أيام ثم مات " (1) .

نعم هناك خبر نقله الكليني في ( الكافي ) قد يقال بارتباطه بهذه الأخبار قال عن أبي إسحاق الخراساني عن بعض رجاله قال : إن الله عز وجل أوحى إلى داود (ع) أني قد غفرت ذنبك وجعلت عار ذنبك على بني إسرائيل فقال : كيف يا رب وأنت لا تظلم ؟ قال : إنهم لم يعاجلوك بالنكرة " (2) ، والخبر مرسل كما ترى ، وسنكرر الحديث عنه فيما يلي


(1) تفسير القمي ج2 ص 229 .
(2) الكافي ج5 ص 58 .


- ج 2 ص 212 -

ومصادر الشيعة نقلت الروايات الصحيحة التي تكذّب مثل هذه الأخبار وقد نقلها العلامة المجلسي في ( البحار ) (1) .

منها ما عن أبي الصلت الهروي قال : سأل الرضا (ع) علي بن الجهم فقال : ما يقول من قبلكم في داود (ع) ؟ فقال : يقولون أن داود (ع) كان في محرابه يصلي إذ تصور له إبليس على صورة طير أحسن ما يكون من الطيور فقطع داود صلاته وقام ليأخذ الطير … .
قال : فضرب الرضا (ع) بيده على جبهته وقال : " إنا لله وإنا إليه راجعون ، لقد نسبتم نبيا من أنبياء الله (ع) إلى التهاون بصلاته حتى خرج في أثر الطير ثم بالفاحشة ثم بالقتل ! فقال : يا ابن رسول الله فما كان خطيئته ؟ فقال : ويحك إن داود إنما ظن أن ما خلق الله عز وجل خلقا هو أعلم منه ، فبعث الله عز وجل إليه الملكين فتسورا المحراب فقالا : ( خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ ... ) فعجل داود (ع) على المدعي عليه ، فقال : ( لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ ) ، ولم يسأل المدعي البينة على ذلك ولم يقبل على المدعى عليه فيقول له : ما تقول ؟ فكان هذا خطيئة رسم الحكم ، لا ما ذهبتم إليه ...
فقال : يا بن رسول الله فما قصته مع أوريا ؟ فقال الرضا (ع) : إن المرأة في أيام داود (ع) كانت إذا مات بعلها أو قتل لا تتزوج بعده أبدا ، وأول من أباح الله له أن يتزوج بامرأة قتل بعلها كان داود (ع) فتزوج بامرأة أوريا لما قتل وانقضت عدتها منه ، فذلك الذي شق على الناس من قبل أوريا " (2) .


(1) بحار الأنوار ج14 ص 23 و ما بعده .
(2) عيون أخبار الرضا ج1 ص 193 .


- ج 2 ص 213 -


وروى الصدوق في ( الأمالي ) عن أبي عبد الله الصادق (ع) أنه قال لعلقمة : إن رضا الناس لا يملك ، وألسنتهم لا تضبط ألم ينسبوا داود (ع) إلى أنه تبع الطير حتى نظر إلى امرأة أوريا فهواها ، وأنه قدم زوجها أمام التابوت حتى قتل ثم تزوج بها ... " (1) .

هذا وقد نقل العلامة المجلسي في ( بحار الأنوار ) خبرين يوضحان رأي الأئمة (ع) وموقفهم من هذه الرواية :
الأول عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد الله (ع) ما تقول فيما يقول الناس في داود (ع) وامرأة أوريا ؟ فقال : ذلك من مقولة العامة " .
والخبر الثاني عن الشحام عن أبي عبد الله (ع) قال : " لو أخذت أحدا يزعم أن داود (ع) وضع يده عليها لحددته حدين حدا للنبوة وحدا لما رماه به " (2) .

قال الألوسي في تفسيره : " ولذا قال علي كرم الله وجهه على ما في بعض الكتب : من حدث بحديث داود (ع) على ما يرويه القصاص جلدته مائة وستين ، وذلك حد الفرية على الأنبياء صلوات الله تعالى وسلامه عليهم أجمعين " (3) .

وأما السيد المرتضى فقد قال في كتابه ( تنزيه الأنبياء ) بعد ذكر القصة السابقة :
" الجواب : قلنا نحن نجيب بمقتضى الآية ونبين أنه لا دلالة في شيء منها على وقوع الخطأ من داود (ع) فهو الذي يحتاج إليه ، فأما الرواية المدعاة فساقطة مردودة لتضمنها خلاف ما يقتضيه العقول في الأنبياء (ع) قد طعن في رواتها بما هو معروف فلا حاجة بنا إلى ما ذكره " (4) .


(1) الأمالي ص 163 .
(2) بحار الأنوار ج14 ص 26 .
(3) روح المعاني ج 13ص 272 .
(4) تنزيه الأنبياء ص 127 .


- ج 2 ص 214 -

وقال الطبرسي في ( مجمع البيان ) :
" وأما ما ذكر في القصة أن داود كان … … فمما لا شبهة في فساده فإن ذلك مما يقدح في العدالة ، فكيف يجوز أن يكون أنبياء الله الذين هم أمناؤه على وحيه وسفراؤه بينه وبين خلقه بصفة لا تقبل شهادته وعلى حالة تنفر من الاستماع إليه والقبول منه جل أنبياء الله عن ذلك ، وقد روي عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال : " لا أوتى برجل يزعم أن داود تزوج إمرأة أوريا إلا وحددته حدين …" (1) .
ومن الرواية التالية التي ذكرها الطبرسي في ( مجمع البيان ) نستطيع أن نعرف مصدر هذه الإسرائيليات :
" قال ابن عباس سألت عليا (ع) عن هذه الآية ( فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ … ) ، فقال (ع) : ما بلغك فيها يا ابن عباس ، قلت : سمعت كعبا يقول اشتغل سليمان بعرض الأفراس حتى فاتته الصلاة فقال : ردوها علي يعني الأفراس وكانت أربعة عشر ، فأمر بضرب سوقها وأعناقها بالسيف فقتلها ، فسلبه الله ملكه أربعة عشر يوما لأنه ظلم الخيل بقتلها ، فقال علي (ع) : كذب كعب ، لكن اشتغل سليمان بعرض الأفراس ذات يوم لأنه أراد جهاد العدو حتى تورات الشمس بالحجاب ، فقال بأمر الملائكة الله الموكلين بالشمس : ردوها علي ، فردت فصلى العصر في وقتها ، وإن أنبياء الله لا يظلمون ولا يأمرون بالظلم لأنهم معصومون مطهرون " (2) .

وكما ذكرنا سابقا فالقصة مصدرها التوراة الفعلية المحرفة وإن كانت هناك بصورة أقبح اذا نسبت الفاحشة إلى نبي من أنبياء الله (ع) .


(1) مجمع البيان ج4 ص 473 .
(2) المصدر السابق ج4 ص475 .


- ج 2 ص 215 -

وقال المولى فتح الله الكاشاني في تفسيره ( زبدة التفاسير ) :
" وأما ما ذكر في القصة ... فمما لا شبهة في فساد ذلك فإنه ما يقدح في العدالة وكيف يجوز أن يكون أنبياء الله تعالى الذين هم أمناؤه على وحيه وسفراؤه بينه وبين خلقه بصفة من لا يجوز قبول شهادته وعلى حالة تنفر عن الاستماع إليه والقبول منه ؟! جل أنبياء الله عن ذلك " (1) .

ونقل الخبر العلامة المجلسي في ( بحار الأنوار ) ثم علق عليه بقوله :
" اعلم أن هذا الخبر محمول على التقية لموافقته لما روته العامة في ذلك " (2)

وقال العلامة المشهدي في تفسيره ( كنز الدقائق ) بعد نقل الرواية عن تفسير القمي :
" وتلك الأقوال فاسدة على أصل مذهبنا من عدم جواز الصغائر على أنبياء الله تعالى خصوصا وبعضها يشتمل على نسبة الفواحش والكبائر إليهم وأحاديثنا تدل على فسادها ، والرواية التي رواها علي بن إبراهيم واردة مورد التقية ويحتمل الورود مورد الانكار لا الاخبار والدليل الدال على ذلك ما سنورده من الأخبار فيما بعد والله المستعان " (3) .

ويعلق على القصة السيد الجزائري في كتابه ( قصص الأنبياء ) بقوله :
" أقول هذا الحديث محمول على التقية لموافقته مذاهب العامة ورواياتهم وعدم منافاته لقواعدهم من جواز مثله على الأنبياء " (4) .


(1) زبدة التفاسير ج6 ص 22 .
(2) بحار الأنوار ج14 ص 23 .
(3) تفسير كنز الدقائق ج11 ص 222 .
(4) قصص الأنبياء ص 450.


- ج 2 ص 216 -

وقال العلامة الطباطبائي في ( الميزان ) :
" وأما ما تضمنته غالب الروايات من قصة أوريا وامرأته فهو مما يجل عنه الأنبياء ويتنزه عنه ساحتهم " (1) .

وقال محقق ( بحار الأنوار ) في حاشيته :
" فالروايات الواردة في قصة داود (ع) ورميه بما يخالف مذهب الحق كلها واحدة ومرجعها إلى هشام بن سالم ، والظاهر أنه لما كان كثيرا يناظر العامة ويخالطهم ذكر الصادق (ع) قصة داود (ع) على ما يزعمون لتبكيتهم وشناعة آرائهم وبيان مزعمتهم الباطلة وإلا فالمعروف بين المسلمين قديما وحديثا أن الامامية وأئمتهم قائلون بعصمة الأنبياء وتنزيههم عن السهو والخطأ وعن كل ما يلطخ أذيالهم المقدسة بوسمة الخطيئات والزلات وحسبك في ذلك كتاب الشريف المرتضى ( تنزيه الأنبياء ) " (2) .

وقال العلامة السيد مرتضى العسكري في كتابه ( عقائد الإسلام من القرآن الكريم ) بعد أن ذكر أن منبع القصة هو روايات كتب أهل السنة ومصادرهم :
" ولو قيل أن ما أوردتموه معارض بما رواه القمي في تفسيره أنه قال ما موجزه إن داود ... ...
قلنا أن هذه الرواية قد جمع فيها راويها الروايات المتعددة الواردة في تفسير الآيات بتفاسير مدرسة الخلفاء وأضاف إليها من خياله بعض القول ثم رواها عن الإمام الصادق (ع) ...


(1) الميزان ج17 ص 201 .
(2) بحار الأنوار ج14 ص 25 .


- ج 2 ص 217 -

إذا ! فقد انتشر منهم هذا القول إلى مصادر الدراسات بمدرسة أهل البيت وقد سمينا هذا النوع من الروايات بالروايات المنتقلة أي المنتقلة من مدرسة الخلفاء إلى مدرسة أهل البيت " (1) .

وقال العلامة السبحاني في كتابه ( مفاهيم القرآن ) :
" نعم قد روردت في التفاسير أحاديث في تفسير الآية لا يشك ذو مسكة من العقل إنها إسرائليات تسربت إلى الأمة الإسلامية عن طريق أحبار اليهود ورهبان المسيحية ، فالأولى الضرب عنها صفحا " (2) .

وذكر من موارد الإساءة ما ورد : " إن الله أوحى إلى داود (ع) أني قد غفرت ذنبك وجعلت عار ذنبك على بني إسرائيل ، فقال : كيف يا رب وأنت لا تظلم ؟ قال : إنهم لم يعاجلوك بالنكرة " .

نقول : أما الرواية فقد رواها الكليني في ( الكافي ) (3) وقد أشرنا إلى ذلك فيما سبق ، وصرح العلامة المجلسي في ( مرآة العقول ) إن الخبر مرسل (4) .

وأورد العلامة المجلسي الرواية في ( بحار الأنوار ) نقلا عن ( الكافي ) فقال المحقق معلقا على أبي إسحاق الخراساني المذكور في السند : " لم نقف على اسمه وعلى ترجمته وحاله مضافا إلى إرساله وكون الرواية موقوفة والظاهر أن الحديث قطعه من حديث هشام بن سالم المتقدم " (5) أي المنقول من تفسير القمي .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
: إسماعيل عليه السلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اليسع عليه السلام
» يعقوب عليه السلام
» إسحاق عليه السلام
» قصة عيسى عليه السلام
» قصة النبي هود عليه السلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى همسة ابداع :: الاقسام العامة :: •»◦--◦ı[.. منتدى الاسلامي ..]ı◦--◦«•-
انتقل الى: