فى عام 1992 تلعثمت هذه الفتاة ابنة السادسة عشر أمام الفنان محمد صبحى ،
وذلك عندما طلب منها أن تؤدى مشهداً تمثيلياُ فى إختبارات الإلتحاق بفريق
الهواة الذى أنشأه صبحى ، و قالت له :"آسفة، محضرتش أى حاجة أقولها
النهاردة" ، وربما كان هذا منطقياً بالنسبة لفتاة مثل منى زكى تقدمت لهذا
الإختبار لأنها كانت فقط معجبة بمحمد صبحى.
و على الرغم من عدم جديتها الظاهر فى ذلك الإختبار إلا أن صبحى توسم فى
منى زكى سمات النجومية حيث طلب منها إعداد مشهد واحد بشكل جاد و التقدم
إلى الإختبار مجدداً فى اليوم التالى ، و الذى شهد اسناد أول دور مسرحى
حقيقى لمنى زكى فى مسرحية "بالعربى الفصيح" والتى شهدت ميلاد العديد من
النجوم المسيطرين على الساحة حالياًَ و من بينهم منى نفسها.
بعد هذا التاريخ بأقل من عشر سنوات و بالتحديد عام 2001 حصلت منى زكى على
وسام الجمهورية من الرئيس محمد حسنى مبارك عن دورها فى فيلم "أيام
السادات" الذى جسدت فيه دور زوجة الرئيس الراحل السيدة "جيهان السادات" فى
مراحل حياتها الأولى ، و تقول منى :"شعرت بالفخر عند حصولي على هذه
الجائزة ، و لكنى شعرت ايضاً بالخوف الشديد ، فأنا مازلت فى بداية مشوارى
الفنى ، و سأظل كذلك دائماً حتى بعد مرور عشرات السنين ، و هذا جعلنى أشعر
بالمسؤلية تجاه أي عمل أقدمه".
بعد دورها فى "بالعربى الفصيح" حاولت الإلتحاق بمعهد الفنون المسرحية
لتصقل موهبتها الفنية ، و التقت هناك بالمخرج إسماعيل عبد الحافظ الذى
أسند اليها دوراً فى مسلسل "العائلة" مع الفنان القدير محمود مرسى و محمد
رياض و طارق لطفى حيث لاقت من خلاله قبولاً جماهيرياُ جعل إسماعيل عبد
الحافظ يستعين بها عدة مرات بعد ذلك فى مسلسل "ليالى الحلمية" و مسلسل
"أهالينا" و "زيزينيا" ، ثم مسلسل "جحا المصرى" لتصبح منى زكى زائرة شبه
دائمة للجمهور فى شهر رمضان.
كانت بداية منى مع السينما فى فيلم "القتل اللذيذ" مع الفنانة ميرفت أمين
و الهام شاهين عام 1998، ثم شاركت الفنان القدير أحمد زكى و الوجه الجديد
فى ذلك الوقت كريم عبد العزيز و الفنانة ليلى علوى بطولة فيلم "اضحك
الصورة تطلع حلوة" ثم قدمت مع زوجها الحالى أحمد حلمى فيلم"عمر2000" الذى
يبدو أنه كان أول خطوة فى بداية الصداقة التى جمعتهما لتصبح بعد ذلك أشهر
قصة حب فى الوسط السينمائى.
كان فيلم "صعيدى فى الجامعة الأمريكية" من أهم المحطات الفنية لمنى زكى
على الإطلاق، لأنها استطاعت أن تخرج فيه من إطار الفتاة الرقيقة لتؤدي
دوراً كوميدياً أمام أسماء بحجم محمد هنيدى و الفنان الشاب أحمد السقا
الذي قاسمته فيما بعد بطولة العديد من الأفلام من أهمها "افريكانو" مع
المخرج عمرو عرفة ، و أيضاً فيلم " مافيا" مع المخرج شريف عرفة ، و الذى
قامت فيه منى بدور عميلة فى المخابرات المصرية تجيد الفنون القتالية ، و
إستخدام الأسلحة بمهارة تامة.
و تقول منى عن دورها فى مافيا: " دورى فى فيلم مافيا تتطلب منى تدريبات
بدنية خاصة لأظهر بهذه الصورة فى الفيلم ، و رغم أننى كنت خائفة من الفشل
عند قبولى لهذا الدور ، إلا أن ثقتى فى شريف عرفة كانت سبباً رئيسياً فى
نجاحى".
لم تهجر منى بيتها الأول المسرح ، فقدمت من خلاله على مدار السنوات
الماضية مزيجاً نادراً من الأعمال ذات الطابع التجريبى الجاد ، و بين
مسرحات القطاع الخاص ذات الطابع التجارى ، فقد شمل حصادها المسرحى مسرحتى
"لعب عيال" و "يا مسافر وحدك" و مسرحية "عفروتو" و " كدة أوكيه".
أما عام 2003 واحد من اعوام منى زكى الذهبية على المستويين الفنى و الشخصى
معاً ، فقد جاء التقدير الفني من خلال دورها المميز فى فيلم "سهر
اللليالى" أحد أبرز أفلام السينما المصرية على الإطلاق، ، أما على المستوى
الشخصي فقد كان إستقبالها لمولودتها الأولى "لي لى" هو الحدث الأهم فى
حياتها الخاصة.
إلا أن عام 2004 كان مليئاً بالتحدى و الصمود حيث أنها تلقت قدر غير عادى
من النقد "اللاذع" بسبب دورها فى فيلم "خالتى فرنسا" مع الفنانة عبلة كامل
و المخرج على رجب ، ووقفت فى جميع الندوات و اللقاءات تدافع عن هذا الدور
و تتعجب من الهجوم الشديد الذى قوبل به الفيلم ، ولكن من ناحية أخرى فقد
شاركت في فيلمين جديدين وهما "أحلام عمرنا" مع مصطفى شعبان و المخرج عثمان
أبو لبن فى أول أفلامه الروائية الطويلة ، وفيلم "أبو علي" مع كريم عبد
العزيز و المخرج أحمد نادر جلال ، كما تشارك فى فيلم الفنان أحمد زكي
الجديد "حليم" مع المخرج المتميز شريف عرفه.
وكما تعودنا من "السندريلا الصغيرة" -كما لقبها البعض- فهى دائماً ما
تبهرنا بأدائها المتميز ، بإيقاعه الهادئ والتعبير العميق فى كل أدوارها.
وكانت أخر أعمالها تيمور وشفيقة ومسلسل السيندريلا وسوف تدخل عمل جديد مع المخرج طارق العريان
موضوع: عن حياة منى زكي 
