قصص حبوغرام على النت

ورحمة الله وبركاته


تعمدت أن أكتب هذا الموضوع في هذا القسم

لأنه ربما يهم المقبلين على الزواج أكثر من غيرهم..


كثيرا ما نسمع إخوتي، وأكاد أقول مللنا، عن قصص حب مزعوم

عن طريق الإنترنت ، تكلل معظمها (لا أستطيع أن أقول جميعها ) بالفشل..

ومن هم من أهل هذا المنتدى من قديم، مر عليهم كثير من المشاكل

المتعلقة بهذا الشأن من أبطال تلك الحكايات ، إما مشاكل تهدد بقرب انتهاء

تلك العلاقة..أو بعد أن انتهت أتى صاحبها يفتح صدره وينثر همه عبر هذا المنتدى..


غالبا ما تشترك جميع القصص وكيفية حدوث الحب عن طريق الآتي:


_ إعجاب بطريقة تفكير الشخص المقابل..في طريقته في التعامل مع

مختلف القضايا

وهذا أخطر أنواع الإعجاب ، لأن الشخص المعجب ( الفتاة غالبا) تظن أن من تحاوره

هو نفسه من يحمل الصفات المبتغاة في شريك حياة المستقبل..شخص يعرف كيف

يتعامل مع الخلافات ، يعرف كيف يحل المشاكل والمعضلات، وهذا مبتغى كل فتاة

في أن تحصل على حياة سعيدة وزوج حكيم تستمر معه الحياة..فتتعلق به تعلق

الخائف من أن يحوز عليه ويظفر به غيرها..لا سيما وأنها قد أيقنت سابقا أن هذا النوع

من الرجال قليل..

_ إعجاب بالشكل ( الوسامة ) أو الجمال عند المرأة.. نعم الجمال تحبه النفس..

والنفس تعشق

كل جميل، وقد قال أحد السالفين ..(ثلاث يجلبن السعادة..الماء والخضرة والوجه الحسن)، هذه

فطرة في الإنسان..

_ الإعجاب بالصوت الجميل أو الأسلوب في الكلام ( التميلح بالبلدي) ..

الصوت الحسن تحبه النفس وتميل إليه وله وقع شديد على القلب، وسامع الصوت ( المعجب) يظن أن وراء

هذا الصوت شكل أجمل وصورة أحلى وعقل ناضج، يبدأ في التقرب إلى صاحبه بشتى الوسائل، وبعد أن

يظفر بالحديث منفردا معه ، يتفنن المعجب به في اختيار أحسن الكلام وأهداه ، مما يزيد المعجب

علاقة وحبا فيه..


كانت تلك هي غالبا طريقة أصحاب ذلك الحب المزعوم في التعرف على بعضهم، و

سأذكر بعض الأمور التي هي في نظري ما يدفع أولئك الناس

لتكوين هكذا علاقة..


1- معاناة أحد الطرفين أو كلاهما من مشاكل أسرية أو إجتماعية،

يحاول في هذه

العلاقة أن يعيش ( كما يظن ) الحنان الذي يفتقده ، وقد يتعلق بالشخص المقابل ، لا حبا

بمعناه المعروف، ولكن تمثيلا للحب وفضفضة لما في داخل النفس من تراكمات سلبية

بدور يريد هو أن يعيشه كما يريد وبدون قيود.

2- ضعف الوازع الديني .. وهو بلية البلايا .. إذا اختفى سهل على النفس

اقتراف ماشاءت كيفما شاءت، وإذا اعتادت عليه صعب عليها تركه، وإن حصل ما يمنع النفس من الإستمرار،

أو عاق عائق دون اكمال المشوار ، تعب القلب وظن صاحبه أنه هو الحب، ولكنه ليس الحب،

لكنها هي النفس اعتادت على ماشتهت فعظم عليها فراقه..




إن الإعجاب بالتفكير أو الجمال أو الصوت والأسلوب ، لا يعني أننا نحب أصحابها..

الحب له معنى أكبر ومعنى أجل..

الحب هو التضحية، الحب هو التماس العذر للمحبوب..

الحب مشاركة الهم..الحب هو السهر عند المرض..الحب هو تمني عودة الغائب..

الحب ابتسامة عند الغضب ولا يفعلها إلا من يحب..الحب إيثار حاجة المحبوب على النفس..

الحب هو العفو عن المحبوب..

ولن يكون أي حب مما سبق حبا إذا لم يكن بعد حب الله وفي الله..

والناس في الحب ثلاثة..

_شخص يحب حبا مطلقا..قد يعشق ثلاثة في يوم واحد وهذا أرداها..

وهذا هو الواقع في محبي الإنترنت..قد يعجب في كثيرين ويحاول

القرب من كثيرين في آن واحد..ويحاول أن لا يعلم كل محبوب له عن الآخر..

_ وشخص يحب حبا مقيدا..وهو الذي يحب واحدا فقط..ولكنه لا يفكر في

وصاله (الزواج به)

وهذا هو أيضا حال الكثير من محبي الإنترنت..وهذا ضرره كبير ،إذ يكذب ويحتال فقط

من أجل أن يظفر بقرب المحبوب فقط ويمنيه بالوعود ، فقط من أجل ألا يفوته الأنس به..

_ شخص يحب حبا مقيدا ويريد الوصال ( الزواج) وهذ يصعب معرفته

والتحقق من صدق نيته في مكان غامض كالإنترنت..




إخوتي.. إن المتأمل في حال كثير ممن باءت علاقاتهم تلك بالفشل يجد الأسباب

غالبا لا تخلو من أحد الآتي:

_ أسباب تافهة جدا..أدت إلى زعزعت الثقة وانتهاء العلاقة..

مثلا: يتصل بحبيبه المزعوم ويجد هاتفه مشغولا..

وبعد أن ينتهي انشغال الخط لا يرد على المتصل..هنا يبدأ شك المتصل..

مع من كان يتحدث؟..لم لم يرد علي؟ ..يشتاط غيظا.. (شك واضطراب)..ربما كان يحدث غيري؟

_ كان قد وعدها بالزواج..

أولا قال أريد أن أكمل دراستي..بعد ذلك قال أريد أن أنال وضيفتي..

ثم بعد ذلك لا بد أن أجد طريقة أقنع فيها أبي بطريقة معرفتي بك ( خصوصا الخليجيون منهم)..

وعود ووعود لا يكون آخرها إلا وصول الفتاة إلى قناعة أنه لا جدوى ولا طريق إلى الزواج..

عندها إذا أحس أنها ربما عرفت مكره..أخذ يختلق بعض المشاكل التي يريد من خلالها أن يجعلها

تتيقن أنه لا يصلح لها ومن ثم يتركها قبل أن تتركه بحجة أنها أغضبته ...






إن مما بلغني من بعض الأشخاص..أن هناك ممن هم على مثل تلك العلاقات،

وممن يمنون الفتيات بالزواج بهن، يفعلون الجنس معهن عن طريق الإنترنت إما بالصوت

أو الصورة ، وإني لأعجب من فتاة صدقت مثل هذا المسعور بأنه سيتقدم لها، وجعلت

من هذا حجة في أن يفعل معها ذلك بحجة أنه يقول لها ( لما لا نفعل هذا

ونحن سنكون زوجين لا محالة؟ )..


إن أجمل الحب ما يكون بعد العشرة ، فهو غالبا يبقى شامخا مامتدت السنون..(مع التقوى)

والحب المؤسس على جرف هار ، تهدمه الرياح وتبيده الشكوك وتنغصه..



هذا ماستطعت كتابته..

إن أصبت فبتوفيق من الله

وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.